زنزانة

في كشكٍ تحتَ جسر الثورة بدمشق أوقِفتُ لخمسة أيام، كان جنديُّ الديكتاتورِ يبولُ على الطرف الآخر من الألواح المثقَّبة، يشتمنا بإلهنا وعائلاتنا، ولازالت أصواتُ شتائمه ورائحته النتنة في أذني وأنفي حتى اليوم، لن تزولا حتى يسقطوا جميعاً .. جميعاً ..

Read More

ياسر

كنَّا هاربين من دورية الأمن، ياسر وأنا، وصلنا لحائطٍ لا يمكن تجاوزه بسهولة، انحنى ياسر لأتمكن من الهروب، آثرني على نفسه، بعد دقيقة استطاعَ اجتيازَ الحائط، وانتصرنا في تلك المرَّة على الجنودِ المدججين بالسلاح، ولكنَّ شظيَّةً صغيرةً بعد سنتين عبرت شريانه الفخذي، فانتقم مجرمو الأرض كلّهم مني بموته .. انتقموا من انتصاراتي الصغيرة بخنجرٍ نازف…

Read More

خال

كان لي خالاً يكادُ يكون المثقف الوحيد في عائلة أمّي، كانَ فاقداً ليَده اليمنى، ولعلَّ مكتبته هي أعظم ما رأيت حتى اليوم، لطالما استعرتُ بعض كتبه، لم أكمِل أياً منها، ولكنَّه حدَّثني في كلِّ مرّةٍ عن كلِّ كتابٍ كما لو أنَّني قرأته .. كانت كلماته تلك هي البُعدُ الخامسُ لسينما الطفل الصغير الجالس أمامه على…

Read More

عصفور

مرّة في الصغر كنتُ ألعبُ مع بناتِ جيراننا، رأينا عصفوراً قد فارق الحياة، صُدِمنا لذلك الموت البريء الذي قابلناه للمرة الأولى، بكينا ، قرأنا الفاتحة ، ثمَّ دفنَّاه .. بعدَ عقدٍ من تلك الحادثة أو يزيد، قابَلني الموت مجدداً، بعصافيرَ أقرب إلى قلبي، بكيتُ، قرأتُ الفاتحة، ولكن لم يتسنى لي دفنهم، فبعضهم قضى في المعتقل،…

Read More

ماذا لو لم يقم السوريون بالتظاهر والثورة على بشار الأسد؟

أَمَا كانَ الأجدى لنا لو انتظرنا تطوُّر العملية الديمقراطية في سوريا؟!»، هو السؤال الثاني الذي يكادُ يصدِّعُ الرماديّ به رأسي بعد أن يومِئ إليَّ أولاً ويقول «كنا عايشين، دمّرتوا البلد!»، وقبل أن أشرعَ بالحديث عن عملية التطور الديمقراطي في سوريا فعلّني كمواطنٍ سوري عشتُ في إحدى أكبر المدن المجاورة للعاصمة أشرحُ «كيفَ كنّا عايشين»، فعداكَ…

Read More

يأتيك على حين غفلة.. حب الفجأة‎

حبُّ الفجأةِ هذا -يا عزيزي- هو حبٌّ لا تملك أعِنَّته، وليس لك به من أمرك شيء، فلم تسهر الساعات الطوال تُخطِّطُ لبوحك العظيم به، ولم تَخُطَّ بقلمك الرّصاص في كل ساعات محاضراتك على حواشي الكتاب اسم ذلك العشيق الذي سلَبَك عقلك وقلبك، ولم تشرُد به حين تضرب حبّات المطر نافذتك المتَّسخة، ولم ترَ وجهه في…

Read More

في الغوطة.. حيثُ سُلِبَ كل شيء!

هل فكّرتَ أبداً يا عزيزي ماذا لو وُهِبتَ نصف سعادة هذا العالم! نعم نصفها.. نصف سعادة الأثرياء، ونصف سعادة العشّاق، ونصف سعادة المتصوفين حين يشعرون بأن الله تجلّى في قلوبهم، ونصف سعادة الأصحّاء، وحتى نصف سعادة الحشاشين حين ينتشون.. ماذا لو شعرتَ بكل هذه السعادة دفعةً واحدة في قلبك! هلّا تخيّلتها يا صديقي! فبطبيعتنا يا…

Read More

حبُّ المُرابين

حبُّ المرابين يا سادة هو حبٌّ بالفائدة، حبٌّ ملَكته المصلحة واشتعلت شرارتهُ مع تلألؤ الجواهر وبريق الملابس المخمليّة وصيتِ الشهرة والحَسَب والنَّسب، وبانقضائها انطفأَت جذوة الحبِّ ودشرَ «العشيقُ» يبحثُ عن صيدٍ آخر. والضحايا في هذا الحبِّ أُعموا بنعيم الحبِّ ودفئه وتدفِّقِ شِعرِهُ وانسياب مشاعره، وانطلقوا يعيشون الرِّحلة بقلوبهم وأرواحهم، فيما ذلك المتصيِّدُ اللئيم يعيشها ممثِّلاً…

Read More

النظرة الأخيرة!

النظرة الأخيرة يا عزيزي هي النقطة التي تنتهي معها شرائط الذكريات التي تملكها مع هذا الجسدِ البارد المستلقي أمامك، تلك النقطة التي تصارعُ فيها الحقيقة، تعبثُ بالوقائع والمعطيات في خلايا دماغك، تفتحُ عينيك تُلقيها بخفّة، ثم تغمضُ وتتمنى لو أنّها أضغاث أحلام، ثم تفتحهما مجدّداً، ثمَّ تُلقي بيدك على هذا الراقد البارد أمامك، تتحسَّسُ وللمرة…

Read More

حين تنكسرُ رجولتك في الوطن!

تبدأ الحكاية في باص دمشق – حرستا – دوما، وهو باص أوّل خطّه في دمشق ونهايته في مدينتي دوما، حين يسألُ العسكري على الحاجز عن هويات الجميع، ثمَّ يختار أحداً، وينزله… ويأمر شوفير الباص بالرحيل بالباقي، فإن اختارك أنتَ فإنّك ستبدأ سلسلة من الانكسارات أوّلها صفعةُ يمينه الحاقدة على وجهك، ومروراً بتعذيبٍ واغتصابٍ وشبحٍ وسلبٍ…

Read More