بائع الغزلة.. رجل المخابرات

في أوائل سبعينات القرن الماضي كانت والدتي طالبةً في المدرسة الابتدائية، وكان الأساتذة يسألونها وبقيّة الطلاب عن أحوالِ بيوتهم وفيما لو أنّ أهليهم يتحدّثون في السياسة أو عن القائد المفدّى أو أنّهم يتذمرون من شيء! فإن ساعدت تلك الذاكرة الطريّة ذلك الطفل البريء وانطلق لسانه بأحوال أهله، فيا لَسوء ما أجرم من حيث لم يدري،…

Read More

الطريق من الكانتونيّة إلى سوريتنا الجديدة

في سوريا الكانتونيّة الحالية أضحَت الدولة الصغيرة عدّة دويلات بحكم الأمر الواقع، وفي كلّ كانتون تحكُم فئة لها توجهاتها السياسية والدينية والثقافية بل وحتّى القومية، لكن كل الفئات على اختلاف توجهاتها اتّفقت على صَبغ الشعب في البقعة التي تحكُم بصبغتها الأيديولوجية، وأنا هنا أوصّفُ حال معظم العسكَر، أي أنّهم احتذوا بالنموذج البعثي في ذلك وهو…

Read More

المُتَلَصّص

المُتَلَصّص -يا سادة- في اللغة العربية، هو الرَّجل إذا صار لِصّاً، وهو كذلك مَن استرقَ السَّمعَ خِفيةً وتجسّس، وتحت مظلّة كلّ الأديانِ والتقاليد في مشرقنا وحتى في العالم قاطبة، فإنّ التلصُّص رذيلة، روّادها مكروهون ومنبوذون، وفعلَتُها بمعنيَيها قبحٌ رديء. ولكن ومع اجتياحِ وسائل التواصل الاجتماعي عالمنا، فقد انتشر نوع آخر من التلصص، كأَنْ تفتحَ عيونك…

Read More

حب المعتّرين

في كلماتي هذه يا سادة لا أتكلم عن حبِّ الورود المسروقة من البوكيهات أمام صالات الأفراح، ولا عن حبِّ اللقاءات في السرافيس الصغيرة في مدننا الدافئة، ولا عن حبٍّ أحمقٍ كَبُرَ خلف جدرانٍ متشقّقة أو سقفٍ يدلُف، ولا عن حبِّ الرسائل المُجعلكة حول الحجارة لتُلقى نحو النوافذ والشرفات، فهذا الحبُّ الذي يجمع بين شخصين «معتّرين»…

Read More

والدي… سنة على الفراق

كانت وقفة عيد الأضحى في السنة الماضية حينما وردتني مكالمة من أخي، خِلتُها مكالمةً معايدة، ولكنّه خلالها تنحنحَ وقال إن هناك نبأً سيّئاً.. خير! أخبرني أن والدي منذ يومين يرقُد في الإنعاش ذي الإمكانيات المحدودة وهو الوحيد المتاح في الغوطة المحاصرة شرقيّ دمشق. أغلقت المكالمة، كلّمت أحد أصدقائي وهو طبيبٌ مقيم في قسم العناية، وبعد…

Read More

عن ذِكرى ثورتنا اليتيمة

تمرُّ الذكرى السادسة للثورة السورية ثقيلةً كئيبةً محبَطةً إلّا بقليلٍ من الأمَل بمَن نحسَبُهم ثلَّة صادقة ما غيرت ولا بدّلت وإن كانوا قلّة، تمرُّ ذكراها اليوم فتتجوّل في خواطري أطيافُ أصحابٍ فقدناهم على هذا الدرب الطويل المخضَّبِ بدمٍ عابقٍ بالحريّة، أولئكَ الذين آثروا أن تكون أجسادهم جسوراً تعبر من خلالها الأجيال نحو مستقبلٍ أكثر عدلاً…

Read More

لا تُمطِرُ السماءٌ ديمقراطيةً للحالمين

«أَمَا كانَ الأجدى لنا لو انتظرنا تطوُّر العملية الديمقراطية في سوريا؟!»، هو السؤال الثاني الذي يكادُ يصدِّعُ الرماديّون به رأسي بعد أن يومِئ إليَّ أولاً ويقول «كنا عايشين، دمّرتوا البلد!»، وقبل أن أشرعَ بالحديث عن عملية التطور الديمقراطي في سوريا فعلّني كمواطنٍ سوري عشتُ في إحدى أكبر المدن المجاورة للعاصمة أشرحُ «كيفَ كنّا عايشين»، فعداكَ…

Read More

دستور على طريقة بريمر بنكهةٍ مافيوية!

رغم أنَّني نهِمُ الاطلاع على كل ما يتعلّق بالثورة السورية من وثائق واتفاقات حتى تلك التي تناقشها أوراق عمل المؤسسات الانفصالية ومنصات القاهرة وموسكو، فإنني لم أرِد – ولن أريد – الاطلاع على أي من متعلقات دستور موسكو الذي قدمته لصبيانها من منصات القاهرة وموسكو والمعارضة الداخلية، الذين يمثّلون الوجه الأقبح لمرتادي مكاتب المخابرات وأحجار…

Read More

أَيَا مشرِقنا الذي أنهَكَه التَّعَب

في يومي السبت والأحد التاسع والعاشر من ديسمبر/كانون الأول الحالي أنهكت التفجيرات الإرهابية مدن مشرِقِنا المُتعَب، فمن مقديشو حيث سقط زهاء العشرة قتلى إلى ثمانيةٍ وأربعين في عدن وزُهاء خمسة وعشرين في القاهرة، ونحو ثمانية وثلاثين في إسطنبول، ناهيك طبعاً عن العدّاد الذي لا يتوقّف عن إحصاء الدّم المراق في ليبيا وبغداد والموصل وحلب والرقة…

Read More

لِمَ قد يُغرَمُ صندوق النقد الدولي بالديكتاتوريات؟

في خريف 1973 أطاح الانقلاب العسكري، بقيادة الديكتاتور أوغستو بينوشيه، بحكومة الرئيس الاشتراكي سلفادور أليندي في تشيلي، بمساعدة غير محدودة من وكالة الاستخبارات الأميركية، وقد تَبِع هذا الانقلاب -شأنَه شأن انقلاباتنا العربية- سلسلة من الفتك بمعارضي الانقلاب بعمليات وحشيّةٍ ودموية لم تمنع سيدة الديمقراطية في العالم من أن تستمر بدعمها اللامحدود للنظام الانقلابي الجديد في…

Read More