روزنامة التهجير – معرة النعمان

روزنامَتي الشخصية هي شيءٌ شبيه بذاكرتي، شيءٌ يحمل معه من الذكرياتِ الفاجعة مع تكرار أيامها عبر السنين تماماً كما تحملها تلافيفُ ذاكرتي الأبدية، ظننتُ عند خروجي من سوريا أنَّ روزنامتي الأجنبية ستكون أكثر بهجةً من تلكَ التي دوَّنت عليها تواريخ الأيام السوداء التي عايشتها في مدينتي دوما على بعد إحدى عشر ميلاً شمال شرقي العاصمة…

Read More

رواية ممالك البحر الأحمر من الفانتازيا التاريخية إلى شبهِ الواقع

الفانتازيا التاريخية في (ممالك البحر الأحمر): في روايته الصادرة حديثاً يقدم الروائي بلال البرغوث نفسهُ كراوٍ للفانتازيا التاريخية، عنوانهُ( ممالك البحر الأحمر/ السقوط) على أنّه وضعَ” السقوط” كعنوانٍ فرعي، كونهُ يطمحُ بحسبِ مقدمته ليكونَ عملهُ ثلاثيةً وهذا هو الجزء الأول، يخلصُ البرغوث لمفهوم الفانتازيا التاريخية بأنّها محاولةٌ لاختراقِ الواقعِ باللامألوف، وصنعِ حياة متكاملةٍ فضاؤها الخيال،…

Read More

ماذا لو لم يقم السوريون بالتظاهر والثورة على بشار الأسد؟

أَمَا كانَ الأجدى لنا لو انتظرنا تطوُّر العملية الديمقراطية في سوريا؟!»، هو السؤال الثاني الذي يكادُ يصدِّعُ الرماديّ به رأسي بعد أن يومِئ إليَّ أولاً ويقول «كنا عايشين، دمّرتوا البلد!»، وقبل أن أشرعَ بالحديث عن عملية التطور الديمقراطي في سوريا فعلّني كمواطنٍ سوري عشتُ في إحدى أكبر المدن المجاورة للعاصمة أشرحُ «كيفَ كنّا عايشين»، فعداكَ…

Read More

يأتيك على حين غفلة.. حب الفجأة‎

حبُّ الفجأةِ هذا -يا عزيزي- هو حبٌّ لا تملك أعِنَّته، وليس لك به من أمرك شيء، فلم تسهر الساعات الطوال تُخطِّطُ لبوحك العظيم به، ولم تَخُطَّ بقلمك الرّصاص في كل ساعات محاضراتك على حواشي الكتاب اسم ذلك العشيق الذي سلَبَك عقلك وقلبك، ولم تشرُد به حين تضرب حبّات المطر نافذتك المتَّسخة، ولم ترَ وجهه في…

Read More

في الغوطة.. حيثُ سُلِبَ كل شيء!

هل فكّرتَ أبداً يا عزيزي ماذا لو وُهِبتَ نصف سعادة هذا العالم! نعم نصفها.. نصف سعادة الأثرياء، ونصف سعادة العشّاق، ونصف سعادة المتصوفين حين يشعرون بأن الله تجلّى في قلوبهم، ونصف سعادة الأصحّاء، وحتى نصف سعادة الحشاشين حين ينتشون.. ماذا لو شعرتَ بكل هذه السعادة دفعةً واحدة في قلبك! هلّا تخيّلتها يا صديقي! فبطبيعتنا يا…

Read More

حبُّ المُرابين

حبُّ المرابين يا سادة هو حبٌّ بالفائدة، حبٌّ ملَكته المصلحة واشتعلت شرارتهُ مع تلألؤ الجواهر وبريق الملابس المخمليّة وصيتِ الشهرة والحَسَب والنَّسب، وبانقضائها انطفأَت جذوة الحبِّ ودشرَ «العشيقُ» يبحثُ عن صيدٍ آخر. والضحايا في هذا الحبِّ أُعموا بنعيم الحبِّ ودفئه وتدفِّقِ شِعرِهُ وانسياب مشاعره، وانطلقوا يعيشون الرِّحلة بقلوبهم وأرواحهم، فيما ذلك المتصيِّدُ اللئيم يعيشها ممثِّلاً…

Read More

النظرة الأخيرة!

النظرة الأخيرة يا عزيزي هي النقطة التي تنتهي معها شرائط الذكريات التي تملكها مع هذا الجسدِ البارد المستلقي أمامك، تلك النقطة التي تصارعُ فيها الحقيقة، تعبثُ بالوقائع والمعطيات في خلايا دماغك، تفتحُ عينيك تُلقيها بخفّة، ثم تغمضُ وتتمنى لو أنّها أضغاث أحلام، ثم تفتحهما مجدّداً، ثمَّ تُلقي بيدك على هذا الراقد البارد أمامك، تتحسَّسُ وللمرة…

Read More

حين تنكسرُ رجولتك في الوطن!

تبدأ الحكاية في باص دمشق – حرستا – دوما، وهو باص أوّل خطّه في دمشق ونهايته في مدينتي دوما، حين يسألُ العسكري على الحاجز عن هويات الجميع، ثمَّ يختار أحداً، وينزله… ويأمر شوفير الباص بالرحيل بالباقي، فإن اختارك أنتَ فإنّك ستبدأ سلسلة من الانكسارات أوّلها صفعةُ يمينه الحاقدة على وجهك، ومروراً بتعذيبٍ واغتصابٍ وشبحٍ وسلبٍ…

Read More

أنْ تكونَ مهاجراً مُرغَماً

أن تقطعَ حدود الوطنِ هرباً من أوجاع مخاضه، أن تركب البرَّ والبحر والجو لترسو في صحارٍ جرداءَ أُقيمت في فسيحها خيمٌ لا تقيكَ برداً ولا حرّاً، فتنامُ وأنتَ ابنُ المدينة، ابن ذلك العمران الذي تراه بمدِّ البصر ينفضُّ عنه دخان القصفِ الأسود،أو ترسو على جبالٍ بارداتٍ في جرودٍ تحت سقفِ تلك الخيم نفسها. لكن، هنا…

Read More

اليمن في المنفى!

حينَ يغدو اليمنُ في منفى شبه جزيرتنا العربيّة؛ لأنّ شعبه -كإخوانه العرب- ثائرٌ مناضلٌ ومطالبٌ بحريّته وكرامته، حينَ تحاصرُ قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية موانئ اليمن وتقصف «بالخطأ» مدارس وتجمعاتٍ مدنيّة فتُريقُ دماً حراماً لأبرياء صامدين برغم كل ويلات الحياة هناك، حينَ تطاردُ كل أشكال الحياة السياسية في اليمن، وحين تُفتَتَحُ أفرع تابعة لدولة…

Read More